الثلاثاء، 24 مارس 2009

عندما يتغلغلُ اليأس..!!



باغتني اليأسُ مخيفاً هذا المساء..
كظلامٍ يتسللُ فجأة..
دون أن يمنحك أملاً بوجود فتيل نور..
مدّ جذوره عميقاً..

مؤلماً..
مرعباً..
وبجنونٍ ونهم..
التهم كل ما تبقى لي من عزيمة..!!

كنتُ قد اعتدتُ دوماً..
على أن أرى اليأس يتسللُ خفية..
وبهدوء يبحثُ عن مكانٍ لنفوذه..
لأسمح لهُ بالبقاء قليلاً بين جدران روحي..
أشعرُ به يحاولُ الاختباء..
ليمدّ جذوره..
ويقتات على براعم روحي..
عندها..أطردهُ بعيداً..
وكأنني أستمتع باللعب معه لعبة الاختباء..!!
لكنّهُ وعلى غيرِ عادته..
باغتني بلا مراوعةٍ هذه المرة..
وكأنهُ يثقُ بقدرته على تحطيمِ ثقتي..
وكأنّهُ يهزءُ بروحي الممزقة الواهنة..!!

كان يأساً..شبّعني به..!!
وملئني ضعفاً..و امتص بقايا من غضاضة روحي..
يأسٌ جعلني أرغبُ بتحطيم كلّ المعاني..
وكلّ تلك الزوايا التي أودعتُها جزءً مني..!!
كي لا أسمح ببصيص أمل بالتسلل..

يأسٌ جعلني أرغبُ بالعودةِ للا شيء..
حيثُ لا مشاعر..
لا أحاسيس..
لا يأس..
لا أمل..
لا سعادة..
لا ألم..
حيثُ يمكنني أن أواصل المسير..
بلا حاجةٍ إلى دليل..
وبلا اتجاه..
وإلى اللا نهاية..!!


ومضت..أميال..

على طول الطريق..
رافقتُ الوحدة..
إلى مسافةٍ لا أعلمها..
أستمعُ إلى أنفاسي تُسليني..
وأصداءُ أنفاسٍ أخرى..
بجانبها..
تمنيني..بوجودٍ لشخصٍ ما..
يمحو آثار تلك الوحدة..
خطوة..
أو ربما بضعُ خطواتٍ تفصلني..
لأجد مصدر تلك الأنفاس الخافتة..
ومضـــــــت..
أميالٌ..لا بضعُ خطوات..
وصدى تلك الأنفاس لم يختفي..
لم يقترب..
لم يبتعد..
اكتشفتُ بعدها..
أنه صدى..
أنفاسُ حلمٍ..
بات في مخيلتي..!!